مقدمة:
يتميز سطح الأرض بالاختلاف والتنوع على مستوى
الطبوغرافيا وتشكل التضاريس من حيث البنية، وذلك تحت تأثير
عوامل داخلية (تكتونية) وأخرى خارجية (التعرية).
● فما أبرز المجموعات البنيوية
الكبرى؟ وكيف تتوزع في الكرة الأرضية؟ وما خصائصها؟
● وما أبرز الأشكال التضاريسية
المرتبطة بها؟ وما خصائصها الطبوغرافية؟
● وما العوامل المتحكمة في
تشكيلها؟
I): التوزيع المجالي
للمجموعات البنيوية الكبرى وخصائصها والعناصر المعتمدة في دراستها:
1): التوزيع المجالي للمجموعات البنيوية الكبرى وخصائصها:
يتكون سطح الأرض من المجموعات البنيوية الآتية:
● القاعدة
القديمة: وهي مساحات شاسعة منبسطة، تتكون الطبقة الصلبة فيها من صخور بلورية
ومتحولة، تنتمي إلى زمن ما قبل الكمبري، صمدت في وجه الحركات التكتونية. ونميز
فيها بين الدروع والكتل القديمة:
ü
الدروع: تمثل جزءا من القاعدة القديمة، تعرضت
للالتواء خلال الزمن ما قبل الكمبري، وحدثت بها انكسارات وانفجارات بركانية،
وتعرضت للتسوية بفعل التعرية كما عرفت عمليات إرساب، وتعد أكثر المجموعات البنيوية
انتشارا.
ü
الكتل القديمة: أجزاء من القاعدة القديمة، تعرضت لالتواءات
كليدونية وهرسينية خلال الزمن الأول، وتكونت سلاسل جبلية تمت تسويتها بفعل عوامل
التعرية ثم عرفت حركات رفع خلال الزمن الثالث، ونشاط التعرية والإرساب بعد ذلك.
● الأحواض الرسوبية: أجزاء منخفضة من القاعدة القديمة غمرتها المياه
البحرية، وترسبت في أعماقها تكوينات كلسية وطينية ورملية.
● سلاسل جبلية حديثة: التواءات ناتجة عن حركات رفع مست القشرة
الأرضية خلال الزمن الجيولوجي الثالث.
● هضاب اللافا البركانية: صخور منصهرة اندفعت من داخل الأرض عن طريق
فوهة بركان وعبر شقوق وتصلبت بسرعة على السطح.
2): العناصر المعتمدة في دراسة وتصنيف المجموعات البنيوية:
تتعدد العناصر المعتمدة في دراسة وتصنيف المجموعات البنيوية الكبرى، إلا أن
أبرزها يتمثل فيما يلي:
● السلم الجيولوجي: يضم خمس أزمنة جيولوجية، وهي:
v
زمن ما قبل الكمبري: الذي يقدر عمره بـ2000 مليون سنة قبل الآن،
تشكلت فيه القاعدة القديمة (خاصة الدروع).
v
الزمن الأول: استغرق حوالي 360 مليون سنة، يتكون من ستة
حقب، وعرف تشكل الكتل القديمة.
v
الزمن الثاني: استغرق حوالي 135 مليون سنة، يتكون من
أربعة حقب، وشهد تكون الأحواض الرسوبية.
v
الزمن الثالث: تقدر مدته الزمنية بـ 51 مليون سنة، يضم
خمسة حقب، وخلاله نشأت السلاسل الجبلية الحديثة.
v
الزمن الرابع: تقدر مدته الزمنية ما بين 1 و2 مليون سنة
من الآن، وخلاله ظهر الإنسان.
● نوعية الصخور: التي يمكن
تصنيفها إلى ما يلي:
v
الصخور البلورية (اندفاعية باطنية): ناتجة عن عوامل
باطنية بفعل الضغط والحرارة المرتفعة، تتميز بالصلابة وعدم النفاذية (الكرانيت).
v
الصخور البركانية (اندفاعية خارجية): ناتجة عن اندفاع مواد
بركانية منصهرة تبردت بسرعة بعد صعودها للسطح، تعد صلبة ونافذة (البزلت).
v
الصخور الرسوبية: ناتجة عن تأثير عوامل خارجية مرتبطة بنشاط
الأنهار والرياح والجليد، فيها ما هو هش ونافذ كصخر الكلس وفيها ما هو صلب (الحجر
الرملي) وغير نافذ (الطين).
v
الصخور المتحولة: ناتجة عن تحول الصخور الاندفاعية أو
الرسوبية تحت تأثير الضغط والحرارة، تتسم بالصلابة وعدم قابليتها للنفاذ (صخر الغنس).
II): الأشكال التضاريسية
المرتبطة بالبنية وتطورها وتوزيع الوحدات التضاريسية على سطح الأرض:
1): الأشكال التضاريسية المرتبطة بالبنية وتطورها:
تتنوع الأشكال التضاريسية المرتبطة بالبنية، حيث تشمل ما يلي:
●تضاريس البنية وحيدة الميل (الكويسطا): عبارة عن منحدر من
نوع خاص تكون فيه الطبقات الصخرية خفيفة الميل (من 5° إلى 12°)، وتتكون من العناصر
الآتية:
الظهر (سطح الكويسطا)، والجبهة (منحدر الكويسطا)، والمنخفض المرافق
يوجد عند قدم جبهة الكويسطا، والتل الشاهد وهو شكل تضاريسي ناتج عن عملية
التعرية.
وتتكون مجاري الكويسطا من: النهر الموافق يجري على ظهر الكويسطا وفي
اتجاه ميل الطبقات، والنهر المضاد الذي يجري على الجبهة في اتجاه معاكس
للطبقات الصخرية، والنهر المرافق الذي يجري على المنخفض المرافق.
●تضاريس البنية الالتوائية (التضاريس الجوراسية): هي تضاريس
ناتجة عن تعرض الطبقات الصخرية الرسوبية (الهشة) للحركات الباطنية، فنتج عنها
أشكال محدبة وأخرى مقعرة.
ثم تعرضت بعد ذلك لعمليات التعرية التي عملت على تآكل الأجزاء المحدبة،
فنتج عن ذلك ظهور عناصر جديدة ألا وهي البهرة (هي ذلك المنخفض الذي ينشأ في
قمة الشكل المحدب) والإفجيج (ممر طبيعي ينشأ بفعل تقطع الجزء المحدب إلى
نصفين)، ثم في الأخير تنشأ التضاريس المعكوسة بفعل استمرار نشاط التعرية
على الجزء المحدب الذي أصبح يشرف عليه الجزء المقعر.
●تضاريس
البنية الانكسارية: هي حدث جيولوجي نتج عن تعرض الطبقات الرسوبية الصلبة
إلى حركات باطنية عنيفة، فظهرت على السطح على شكل أجزاء مرتفعة وأخرى منخفضة يفصل
بينهما خط الانكسار، ثم عملت التعرية على تسوية الجزء المرتفع ثم إزالة الطبقة
الهشة ليتشكل في الأخير جرف معكوس.
وينتج عن تشكل البنية الانكسارية ظهور عدة عناصر، وهي: الهورست
(كتلة مرتفعة من الصخور بين انكسارين)، جرف انكساري (حافة
الانكسار)، والأخدود (وادي نتج عن هبوط الأرض بين انكسارين متوازيين،
جوانبه شديدة الانحدار).
2): توزيع الوحدات التضاريسية على سطح الأرض:
تتوزع الوحدات التضاريسية على
السطح بشكل متباين من حيث امتدادها المجالي، ولها عدة خصائص، ويمكن التمييز فيها
بين ما يلي:
● السهول: تتواجد قرب الأنهار الكبرى(كالسهل الأروبي)، وتتميز
بالانبساط واستواء سطحها وأودية غير متعمقة.
●الهضاب: هي أكثر الوحدات التضاريسية انتشارا في العالم (الهضاب
الصحراوية)، تتميز بسطح مسطح أو متموج قليلا، متوسطة الارتفاع، وتعمق أوديتها
وتنتهي بحافة.
●الجبال: عبارة عن مرتفعات ذات قمم حادة، سفوحها شديدة الانحدار،
وأوديتها متعمقة.
خاتمة:
تتأثر المجموعات البنيوية الكبرى
بحركات باطنية وخارجية، مما ينجم عنه أشكال بنيوية وتضاريسية مختلفة من حيث
خصائصها الطبوغرافية.

تعليقات
إرسال تعليق
أكتب تعليقك إذا كان لديك أي تساؤل أو ملاحظة أو إضافة