مقدمة:
الجغرافيا، هي لفظ يوناني الأصل، يتكون من
شقين، هما: Géo: تعني الأرض وgraphie: تعني صورة والجمع بين
اللفظين يعني صورة الأرض بكل مميزاتها الطبيعية والبشرية والاقتصادية. وتطورت
الجغرافيا عقب الحرب العالمية الثانية حيث انتقلت من علم نظري إلى علم تطبيقي له
دور مهم في تنظيم وتهيئة المجال.
ü
فماذا
يعني مفهوم الجغرافيا؟ وما المجالات التي تدرسها؟
ü
وما هي
وظائفها الجديدة؟ وما هي أدوات اشتغالها؟
I):
مفهــــــــــــوم الجغرافيــــــــــــــــــــا وفروعهــــــــــــــــــــا
1): مفهــــــــــــوم علــــــــــم الجغرافيـــــــــــا.
الجغرافيا لم تعد
مجرد مونوغرافية أو موسوعة لوصف الأماكن والمواقع، بل أصبحت مادة علمية تعتمد على
تحليل وتفسير الأرض وما يرتبط بها من ظواهر جغرافية. كما أن الجغرافية تعتبر علما
مركبا غرضه دراسة الظواهر الطبيعية والبشرية الموجودة في المجال وترددها في الزمن
أي أن الجغرافيا في تطور مستمر.
2): فـــــــــــــروع علـــــــــــم الجغرافيــــــــــــا.
يهتم علم الجغرافيا بدراسة الظواهر الطبيعية
والبشرية والتفاعلات القائمة بينها. وعليه، فإنها بذلك تعد علما يتفرع عنه فروع
أساسية، وهي:
الجغرافيا الطبيعية التي تدرس كل ما له علاقة
بالفلك والمناخ والتربة...، والجغرافيا البشرية التي تدرس كل ما له علاقة بالسكان
وأنشطتهم الاقتصادية والجغرافيا الإقليمية التي تعتبر نتاج دراسة العلاقات
التفاعلية بين مكونات المجال الطبيعية والبشرية على صعيد الجهة أو الإقليم. وتعتمد
الجغرافيا في دراسة هذه الظواهر على مجموعة من العلوم الصديقة التي تتقاطع معها من
قبيل علم الفلك وعلم المناخ وعلم الجيولوجيا بالنسبة للجغرافيا الطبيعية، وعلم
الديموغرافيا والاقتصاد بالنسبة للجغرافيا البشرية.
II):
تتعـــــــــــــــــــــــــــدد الوظائـــــــــــــــــف
الحيويـــــــــــــــــــــة للجغرافيـــــــــــــــــــــــــــــــــا.
1): الوظائف التقليدية للجغرافيا ووظائفها الحالية.
تمثلت الوظائف
التقليدية للجغرافيا في اعتمادها واكتفائها بوصف الظواهر الجغرافية من خلال
التركيز على ضبط المواقع وقياس أبعاد الأرض لدوافع استكشافية أو توسعية أو دينية.
لكن، الجغرافيا الجديدة تخطت الوظيفة الوصفية معتمدة على وظيفة تفسير العلاقات
التفاعلية بين الظواهر الجغرافية عبر استعارة الأساليب الرياضية والإحصائية الكمية
من أجل دوافع علمية.
وقد شهدت الجغرافية
بعد منتصف القرن 20م تحولا مهما حيث أصبحت تهتم بمشاكل إعداد التراب الوطني
والتخطيط الإقليمي والتهيئة الحضرية، ويرتبط هذا التحول بمجموعة من العوامل
السياسية كالحرب الباردة، والاقتصادية مثل تطور الرأسمالية، والاجتماعية
والجغرافية.
2): العوامــــــــــل المساعـــــــدة على تطــــــــــور وظائـــــــــف الجغرافيـــــــــــــا.
ساعدت عدة عوامل على تطور وظائف الجغرافيا لعل أبرزها يكمن في
استعارة مجموعة من المناهج واستخدام عدة تقنيات. فبالنسبة للمناهج تتمثل أساسا في منهج
التحليل الاقتصادي الذي يساعد في دراسة أنشطة السكان، واعتماد المنهج الكمي في
العبير عن الظواهر الجغرافية إلى جانب المنهج السلوكي الذي يقوم على الاستئناس
بأدوات التحليل النفسي والأخذ بعين الاعتبار الثقافات الشعبية في طريقة تنظيم
وإعداد المجال. أما بالنسبة للتقنيات، فتكمن في الاستفادة من ثورة المعلوميات عبر
اعتماد المبتكرات التقنية في تخزين المعلومات وتصنيفها.
III): أدوات اشتغـــــــــــــــــــــال الجــــغـــرافـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي.
1): المنهج الذي يتبعه الجغرافي في دراسته.
يتبع الجغرافي
منهجا محكما في دراسته للظواهر الطبيعية والبشرية لاستخلاص طبيعة التفاعلات
الموجودة بينها، وعناصر هذا المنهج تتمثل فيما يلي:
ü الوصف: عملية فكرية تهدف إلى تقديم الظاهرة المدروسة وتحديد
مواصفاتها من حيث التوطين والمورفلوجيا والحركة.
ü التفسير: عملية فكرية تهدف إلى إبراز الأسباب التي تفسر موصفات
الظاهرة المدروسة.
ü
التعميم: هو مقارنة بين نتائج الظاهرة المدروسة وباقي الظواهر التي تتكلم
فيها نفس العوامل، والخروج بقواعد ومبادئ يمكن تعميمها على ظواهر أخرى.
ويقوم الخطاب
الجغرافي على مفاهيم مهيكلة رئيسية تتمثل أساسا في: التوطين، الذي يدل على المرجعيات المعتمدة في تحديد الموقع ورصد
التوزيعات الجغرافية، والمورفلوجيا، التي تعني الخاصية المرتبطة بهيئة
الكيان المدروس، ويرتبط بهذا المفهوم: الشكل، البنية والأبعاد، والحركة
التي تدل على انتقال كيانات جغرافية عبر المكان والزمان.
2): وسائــــــــــــل التعبيـــــــــــــــر الجغرافــــــــــــــي.
تتعدد وسائل
التعبير الجغرافي المعتمدة في وصف وتفسير الظواهر الجغرافية، بحيث كل وسيلة تعبير
يتفرع عنها مجموعة من الأدوات، كما هو مبين في الخطاطة الآتية:
خاتمة:
أصبحت الجغرافيا بعد منتصف القرن العشرين مادة
علمية تعتمد على تفسير الظواهر الطبيعية والبشرية بعدما كانت تكتفي فقط بوصفها،
ويرتبط هذا التحول-من الوصف إلى التفسير- بمجموعة من العوامل التي يأتي في طليعتها
انفتاح الجغرافيا على عدة مناهج وتقنيات وأدوات تعبيرية متنوعة.
مفاهيم ومصطلحات:
المونوغرافية Monographie: كلمة مركبة من Mono وتعني الأحادي و Graphie أي الوصف، وتعني الدراسة التفصيلية
للأماكن والمواقع.
الجغرافيا الجديدة: مصطلح استعمل بعد الحرب العالمية الثانية
للتعبير عن المنظور الجديد للجغرافيا، التي أصبحت تهتم بدراسة المجال كنتاج
اجتماعي واقتصادي واجتماعي.
المجال الجغرافي: الوسط الجغرافي الذي تساهم المجموعات البشرية
في تشكيله وتنظيمه، ويتطور باستمرار تبعا للتطورات الاقتصادية والتقنية ولتطور
البنيات والعقليات الاجتماعية.
إعداد التراب الوطني: سياسة لتنظيم وتجهيز المجال وفق مقاربة تشاركية تأخذ بعين
الاعتبار حاجيات السكان.
التخطيط الإقليمي: أسلوب يأخذ بعين الاعتبار البعد المكاني لعملية التنمية
بعين الاعتبار من أجل تذويب الفوارق الاقتصادية والاجتماعية بين أقاليم الدولة.
التهيئة الحضرية: عملية إعداد تنهجها الدولة من أجل ضبط توسع
المدينة وتنظيم مجالها الجغرافي عمرانيا واقتصاديا واجتماعيا.
صورة فضائية: صورة مأخوذة عبر الأقمار الاصطناعية، تتيح إمكانية ملاحظة
مجالات جغرافي واسعة.
صورة جوية: تؤخذ بواسطة الطائرة على علو آلاف الأمتار عن سطح
الأرض، تمثل تفاصيل السطح بدقة في منطقة محددة.
تصميم: مخطط ورسم إعدادي يوضح عناصر تخطيط مشروع ما.
رسومات تخطيطية: رسوم مبسطة تستخدم لتوطين الظواهر الجغرافية وتحديد
مسار تطورها.
التعبير الأيقوني: نشاط يعتمد على الصورة كوسيلة أساسية للتعبير عن
الأفكار والمواقف.
الكاريكاتير: رسم فني يعبر ظاهرة معينة
بطريقة ساخرة.
لتحميــــــــــــــــــل الــــــــــــــدرس اضغــــــــــط هنـــــا
تعليقات
إرسال تعليق
أكتب تعليقك إذا كان لديك أي تساؤل أو ملاحظة أو إضافة