القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

تحميل ملخص الدرس 03: الإصــــــــــلاح الديــنــــــــــــي في مكون التاريخ للجذع المشترك آداب وعلوم إنسانية PDF

 


مقدمة:

   شهدت أروبا خلال القرنين 15 و16م ظهور حركات دينية، متشبعة بالفكر الإنسي، انتقدت انحرافات الكنيسة الكاثوليكية مطالبة بإصلاح ديني يواكب مختلف التحولات الراهنة آنذاك.

ü      فما هي دوافع حركات الإصلاح الديني؟

ü      وما هي أبرز قيمه وأهدافه ؟        

ü      وما هي ردود فعل الكنيسة الكاثوليكية اتجاهه؟.

I): تعــــــــددت دوافــــــع الإصــــــلاح الدينـــــــي بأروبا خــــــلال القرنيـــــن 15 و16م.

 1): مظاهر انحراف الكنيسة الكاثوليكية في أروبا خلال القرنين 15 و16م.

 تمثلت مظاهر انحراف وفساد الكنيسة الكاثوليكية بأروابا خلال هذه الفترة، في السلوكيات الآتية:

●قيام الكنيسة الكاثوليكية ببيع صكوك الغفران للفلاحين الذين يمثلون الطبقة الفقيرة التي ليس لها أي سلطة، وذلك مقابل الخلاص من الذنوب والنجاة من النار وضمان المغفرة والدخول إلى الجنة. وقد بررت الكنيسة بيعها لصكوك الغفران بحجة بناء كنيسة القديس بطرس من جديد بروما وذلك في عهد البابا جيل الثاني وخليفته ليون العاشر.

انحراف بعض الباباوات عن واجباتهم الدينية، حيث كان البعض تقيا والبعض الآخر يهتم بممارسة الترف والبذخ والرخاء والاهتمام بجمع الأموال عوض الاهتمام بالإصلاح، ومن هؤلاء الباباوات ليون العاشر.

 2):انتقادات المصلحين الدينيين، الممهدين للإصلاح الديني.

تعرضت الكنيسة الكاثوليكية إلى مجموعة من الانتقادات التي شنها عدة مصلحين دينيين، وهم:

جون ويكلف: هو مصلح ديني إنجليزي (1320-1384)، انتقد الكنيسة الكاثوليكية وعارض جمعها واكتنازها للأموال، ودعا إلى الاستحواذ على ممتلكاتها واستغلالها في إصلاح أحوال البلاد.

جان هس: هو مصلح ديني تشيكي (1370-1415م)، انتقد هو الآخر انحرافات الكنيسة، حيث قام بكشف مفاسد رجال الدين ودعا إلى نزع صفة القداسة عن البابوية التي أصبحت تعاليمها تتعارض مع أحكام الكتاب المقدس، مما جعل الكنيسة تعدمه سنة 1415م حرقا.

إيرازم: هو مصلح ديني ولد بالأراضي المنخفضة (1469- 1536م)، وجه انتقادات للرهبان وحذر المسيحيين منهم لكونهم قوم استسلم للخرافة والظلم... مقابل توجيه نصحه لهم (المسيحيين) بالرجوع إلى الكتاب المقدس.      

II): قيم وأهداف الإصلاح الديني البروتستانتي وردود فعل الإصلاح الكاثوليكي المضاد.

 1): قيم وأهداف الإصلاح الديني البروتستانتي في ألمانيا وسويسرا وانجلترا.

ساهم استفحال فساد وانحلال الكنيسة الكاثوليكية في انطلاق عدة حركات إصلاحية دينية بأروبا، منها:

حركة مارتن لوثر في ألمانيا: انطلقت هذه الحركة على يد المصلح الديني الألماني مارتن لوثر من خلال زيارته لروما سنة 1511م، حيث وقف على مظاهر الفساد والانحلال الخلقي لرجال الدين من خلال ممارستهم لحياة البذخ والملذات، كما أنه رفض ممارسات وعاظ البابا الفاسدة والمتمثلة في الاغتصاب والإكراه والظلم إلى جانب كونه نادى بعدة قيم دينية أبرزها منع الترويج لصكوك الغفران ونفي العظمة عن رجال الدين مقابل مناداته بالرجوع إلى الكتاب المقدس بالإضافة إلى معارضة لوثر كل الصدقات والأموال التي يستغلها رجال الدين بطرق غير شرعية، ولقيت حركة لوتر دعما من طرف الفلاحين الذين قاموا بثورة 1542م ضد رجال الدين والأمراء، فعارضها لوثر معارضة شديدة لكونها ثورة ضد الله.

حركة أولريش زونغلي وجان كالفان في سويسرا: قاد حركة الإصلاح بسويسرا كل من أولريش زونغلي الذي تأثر باللوثرية، حيث اعتمد مبادئ مارتن لوثر في رفضه لصكوك الغفران وابتزاز الكنيسة للناس عن طريق جمع ضرائب العشور، إلا أنه سينتج عن حركة زونغلي اندلاع حرب أهلية التي انتصر فيها الكاثوليك على البرتستنتيين في معركة كابل التي انتهت بمقتل زونغلي سنة 1531م. وجان كالفان الذي كانت حركته أكثر تنظيما، حيث جمع أفكاره الإصلاحية بشكل منظم في كتابه مبادئ الدين المسيحي الذي تضمن مبادئ اتفق بها مع لوثر بإعطاء الأولوية للكتاب المقدس، وربط الغفران بالأمور القدرية، كما اهتم كالفان كذلك بالجانب السياسي حيث كون جمهورية ثيوقراطية (أي جمهورية تستمد سلطتها من الإله) في جنيف تستمد قانونها من الكتاب المقدس ويشرف عليها مجمع الكرادلة مكون من خمسة كهنة واثني عشر من العلمانيين يختارهم مجلس المدينة.

حركة الإصلاح في انجلترا: تزعمها كل من العلمانيين الإنجليز الذين اتخذوا موقفا رافضا لرجال الدين، وكذلك الملك هنري الثامن الذي دخل في خلاف مع البابوية، بسبب رفض البابا كلمنت السابع تطليق زوجته كاترين أراغون، مما جعله ينفصل عن البابوية، وبالتالي هذا ما دفع الكنيسة إعلان قرار تكفيره، كما أن البرلمان الإنجليزي أصدر قانون السيادة ومضمونه أن الملك (هنري الثامن) هو القائد الأعلى يتمتع بجميع السلط. ومن خصائص الإصلاح الديني الأنجليكاني الاحتفاظ بالعقيدة والطقوس وتراتبية رجال الدين...

 2): ردود فعــل الإصـــلاح الدينـــي الكاثوليكــــي المضـــــــــاد.

اتخذت الكنيسة الكاثوليكية، عبر شخص البابا بول الثالث، عدة تدابير من أجل تطبيق إصلاح مضاد للبروتستانتيين، وتمثلت هذه التدابير فيما يلي:

●مجمع ترانت: انعقد أول مرة سنة 1545م، تأسس لإصلاح الكنيسة الكاثوليكية والتأكيد على سلطة البابا العليا...

●منظمة اليسوعيين: أسسها أغناطيوس دولويولا سنة 1543م،  ضمت لاهوتيين وأساتذة جامعيين... من أجل الدفاع عن البابا والكنيسة الكاثوليكية والقيام بالتبشير الديني.

●محاكم التفتيش: تأسست في القرن 12م أثناء مرحلة الاسترداد، ليتم إحياؤها لتصفية حركة البروتستانت في القرن 16م.

●لجنة الثبت: أنشئت في القرن 16م، والتحقت بمحاكم التفتيش، اختصت في منع تداول كتب البروتستانتيين والإنسيين.

=˂لكن هذه الإصلاحات المضادة بقيت أسيرة للنظم والتقاليد التي كانت سائدة.

خاتمة:

ترتب عن الإصلاح الديني بأروبا خلال القرنين 15 و16م بروز حروب مذهبية وتفكك النظام الإقطاعي، مما أدى إلى حدوث تحولات سياسية واجتماعية .

لتحميــــــــــــــل الـــــــــــــدرس اضغـــــــــط هنــــا

تعليقات

التنقل السريع